الأربعاء، 28 مايو 2014

زوجة منقّبة لعضو في حزب “النور” السلفي شاركت في الرقص… وأطباء اعتبروه تفريغاً للكبت نساء مصر يصوّتن في الانتخابات الرئاسية «على واحدة ونص»

زوجة منقّبة لعضو في حزب “النور” السلفي شاركت في الرقص… وأطباء اعتبروه تفريغاً للكبت

نساء مصر يصوّتن في الانتخابات الرئاسية «على واحدة ونص»
القاهرة ـ «القدس العربي» – من منار محمد: على أنغام اغنية «بشرة خير» للمطرب الاماراتي حسين الجسمي اختار عدد كبير من الناخبات المصريات التعبير عن ارائهن السياسية بالرقص، فيما انطلقت زغاريد من اخريات ما خلق اجواء شبيهة بالاعراس. وتجاوز الرقص الانتخابي كل الحدود الاجتماعية والايدولوجية، وجمع بين البنات الصغيرات ومتوسطات العمر وحتى الكبار كما جمع بين المحجبات وغير المحجبات، بل انتشر فيديو على الفيس بوك لسيدة منتقبة ترقص (على واحدة ونص)، قيل انها زوجة احد اعضاء حزب النور السلفي.
وكانت لعلماء النفس وجهة نظر تحليلية عميقة للرقص أمام اللجان الانتخابية، فقال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي «إن انتشار الرقص والزغاريد أمام لجان الاقتراع، بمثابة تفريغ للضغوط النفسية والعصبية التي سيطرت على النساء».
وتابع «من المعروف أن المصريين يميلون إلى التقليد بطبعهم، ويفضلون السير وفقا لظاهرة القطيع، وهو ما حدث أمام اللجان الانتخابية، فعندما رقصت مجموعة من النساء أمام إحدى اللجان انتشر الأمر في اللجان الأخرى، معتبرا أنه تقليد أعمى دون وعي، خاصة في ظل تواجد عدسات المصورين والإعلاميين».
من جانبه، قال الدكتور قدري حفني، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة «إن رقص النساء والفتيات بثقة أمام اللجان الانتخابية رسالة تعبر عن إحساسهن بالأمان والطمأنينة وأنه ليس أكثر من وسيلة حاولت فيها المرأة الخروج من حالة الكبت التي تعاني منها بسبب ضغوط الحياة ومشاكلها اليومية، لافتا إلى أن الرقص والزغاريد على الأغاني الوطنية هو تعبير عن الأمل في مستقبل أفضل.
وعلي الجانب الآخر، رفض الدكتور سعيد عبد العظيم، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، تصنيف الرقص أمام اللجان الانتخابية بالظاهرة، مؤكدا أنها حالات يمكن وصفها بالشاذة، لافتا إلى وجود ملايين النساء فإذا ظهر بين هذه الملايين ألف امرأة مثلا مارسن فعلا معينا فلا يعد هذا ظاهرة.
وقال إن رقص النساء أمام اللجان الانتخابية عقب الإدلاء بأصواتهن من الممكن أن يندرج تحت مرض «الهوس» في علم النفس، باعتبار أن الرقص في الشارع تصرف غير مقبول اجتماعيا ولا دينيا.
وأوضح أستاذ علم النفس أن الرقص على الأغاني الوطنية في الشوارع والطرق دون استحياء من الممكن أن يكون وسيلة يلجأ إليها البعض للفت انتباه الآخرين، أو محاولة لاستفزاز طرف آخر، باعتبار أن مثل هذه الأفعال تستفز الأغلبية من أنصار جماعة الإخوان التي دعت إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية.
وفي موقف طريف، منح أحد الناخبين صوته لصالح قائد فريق ليفربول الإنجليزي ستيفن جيرارد، بدلا من المرشحين المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع السابق، وحمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي.
وكتب ناخب آخر، على بطاقة التصويت الخاصة به «سيرجيو راموس رئيسا لمصر»، في إشارة إلى مساهمة «راموس» بدور كبير في تتويج فريق ريال مدريد الإسباني بدوري أبطال أوروبا.
وتداول مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، صورة مازحة للإيطالى كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لفريق ريـال مدريد الإسباني، برفقة مساعده زين الدين زيدان، وهو يرفع يده، وبها الحبر الفسفوري الخاص لمن يدلي بصوته في الانتخابات.
وسيطرت حالة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتهاء اليوم الأول، ومع بداية اليوم الثاني من الانتخابات الرئاسية، ورفع النشطاء شعار: صوتها «باطل باطل باطل» من تذهب للانتخابات دون أن ترقص عقب الاستفتاء.
ولم يكتفِ المصريون بخطوات إبداء الرأي الثماني التي وضعها رجال الجيش أمام اللجان، وأضافوا إليها خطوة تاسعة فعقب الإدلاء بأصواتهم في صناديق الانتخابات واستلام البطاقات الشخصية وغمس أصابعهم في الحبر الفسفوري يقومون بمسح نقاط الحبر التي تبلل أصابعهم في أقرب حائط أو مقعد أو شجرة، ثم يخرجون سعداء لالتقاط الصور لأصابعهم، وهي لا تزال ملونة بالحبر الذي جففوه في الحائط تحت شعار «حافظ على نظافة ملابسك ومش مهم الحيطة».
واصبح التقاط الصور بالحبر الفسفوري من الطقوس الثابتة عند المصريين عقب كل انتخابات أو استفتاء، والجديد في هذه الانتخابات هو اشتراك الأطفال في هذا الطقس الاحتفالي، حيث قام عدد من الأطفال في لجان مختلفة بغمس أصابعهم في الحبر الفسفوري بموافقة القضاة المشرفين على اللجان، وتم التقاط الصور لهم أمام اللجان وهم يرفعون مع ذويهم أصابعهم الملونة بالحبر.
والخطوة التالية لذلك تكون رفع الصور على مواقع التواصل الاجتماعي ليتباهى كل شخص بمشاركته في العملية الانتخابية.
Email this page


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق