صعود اليمين مؤشر للأيام الصعبة في أوروبا
إبراهيم درويش
لندن – «القدس العربي»: هل علينا النظر لما حدث في انتخابات البرلمان الأوروبي الإسبوع الماضي، والإنتخابات البلدية البريطانية والتي عكس فيها اليمين البريطاني بزعامة «حزب الإستقلال» نظرة خوف من أن أوروبا تتجه نحو اليمين، خاصة أن الأحزاب التي فازت في مقاعد البرلمان الأوروبي معظمها من اليمين، في فرنسا مثلا «الجبهة القومية» بزعامة مارين لوبان. وقد يبالغ التحليل بالقول أن القوى التي تعارض الوحدة الأوروبية هي التي تتصدر المشهد، وأن فوز الجماعات ذات البنية والأجندة المتطرفة هي التي ستفرض حضورها على السياسة في هذه الدول وستؤدي لتغيرات في شكل الحكم في ظل تراجع أداء القوى والأحزاب التقليدية. وهل لنا أن نقلل من حجم الإنتصار الذي وصف في بعض البلدان بالهزة بأنه مجرد «فقاعة» ستنفجر عاجلا أم آجلا؟ لنا أن نقول أن ما جرى في أوروبا هو نتاج لتحولات في الخطاب السياسي وعدم قدرة الأحزاب التقليدية على مواجهة التحديات التي باتت تفرضها الوحدة على المجتمعات المحلية، حيث وجد الخطاب الشعبوي الطابع نوعا من التقبل وسط القوى المتوسطة والبعيدة عن المركز، وهذا هو الملاحظ في رحلة نايجل فراج، زعيم «حزب الإستقلال» البريطاني الذي لم يكن قادرا على اقناع ابناء لندن بالتصويت له، ولأجندته المعارضة للهجرة. ومفهوم الهجرة غامض، فالذين باتوا يهددون ويلقون أعباء شديدة على الإقتصاد البريطاني ليسوا من أبناء الأقليات أو الجماعات التي تأتي نتيجة للحروب والكوارث الطبيعية من دول العالم الثالث، بل من القادمين من أوروبا من العمال البولنديين والرومانيين والمجريين. فالجيل الثاني والثالث من أبناء المهاجرين إما تم دمجهم في المجتمع أو تطبعوا على الحياة التي نشأوا فيها، ولم يعد بالإمكان الحديث عن هجرات جديدة نظرا للقيود المفروضة على أبناء العالم الثالث.
ولهذا جرى جدل كبير قادته الصحف المعادية للهجرة- التابلويد- مثل «دايلي ميل» و»دايلي إكسبرس»، فهذه الهجرات الجديدة متحركة وعادة ما لا ترغب في الإقامة الطويلة، وتضيف أعباء جديدة على النظام الصحي والتعليمي والرفاه والسكن، حيث تجد السلطات المحلية نفسها مغمورة بأعباء كبيرة. ولهذا السبب علينا أن لا نبعد في قراءة الحدث على أهميته بل فهمه من خلال الديناميات السياسية المحلية لكل بلد، ففي بعض الدول مثل اليونان حقق «حزب سيرازا» وحزب النازيين الجدد «الفجر الذهبي» 36 مقعدا معا، وجاء فوزهما نتاجا للأزمات الإقتصادية التي يعاني منها البلد وسياسات التقشف. وفي فرنسا حققت «الجبهة القومية» تقدما نظرا لفشل الحزب «الإشتراكي» والأمر نفسه يقال عن حزب «الإستقلال البريطاني» الذي أدى فوزه لأزمة حادة في حزب «الليبراليين الأحرار» شريك حزب «المحافظين» في الحكم حيث خسر كل نوابه باستثناء نائب واحد، مما أدى لأزمة داخل الحزب ومطالبة برأس زعيمه نيك كليغ الذي خسر الرهان مع «فراج» في مناظرتين عامتين وخسر رهان الإنتخابات البلدية والأوروبية. كما يجب قراءة النتائج التي حققها اليمين في سياق المشاركة الإنتخابية الضئيلة كون الناخبين لا يشعرون بالإندفاع للمشاركة فيها قدر المشاركة في الإنتخابات العامة ولعب دور في تقرير شكل الحكومة التي ستحكم البلاد. وفي سياق ما حدث في بلدان أخرى ففي إيطاليا حقق حزب رئيس الوزراء ماتيو رينزي الحزب «الديمقراطي» انتصارا على حركة الخمس نجوم المتطرفة. وبالتأكيد فصعود اليمين في أوساط القرار المحلية والاوروبية، خاصة في ثاني وثالث أكبر دول في القارة الأوروبية مثير للقلق، لأن الرسالة التي تبشر بها هذه الأحزاب عادة ما تكون مغلفة بالرهاب من الأجانب- زينوفوبيا- وتحمل نزعة فاشية وتجد في الإسلام والمسلمين» المختلفين» هدفا دائما لها. كما وتتغذى هذه النزعة عادة بحس عدم الرضى، الجمود والأزمة التي تمر بها المجتمعات الأوروبية، ففي دراسة مسحية أجراها مركز اوروبي في شهر آذار/مارس الماضي تبين أن 49٪ من الأوروبيين يشعرون أن الحياة ستكون «أكثر صعوبة» لابنائهم مقارنة بالخيارات التي توفرت لآبائهم، وكانت نسبة الخوف عالية في فرنسا 63٪ فيما اعتبرت نسبة 47٪ في بريطانيا أن بلدهم سيكون في حال أحسن خارج أوروبا. وهنا لا بد من التعليق على أن بريطانياظلت خارج وداخل أوروبا، خاصة أنها رفضت الإنضمام لمحور اليورو وحافظت على عملتها، الجنيه الإسترليني.
كل هذا يدعونا للقول إن ما جرى يوم الأحد الماضي كان تصويتا احتجاجيا، ضد الأحزاب الرئيسية ولا بد لهذه الأحزاب أن تفهم الرسالة جيدا في ظل تزايد تعقيدات الحياة والظروف المعيشية الصعبة وارتفاع أسعار السكن، ونسب البطالة. وكما علقت صحف، فتوجهات الناخبين الأوروبيين يجب أن تدفع القادة الأوروبيين للتفكير مليا بماهية اوروبا، اي هل نريد أوروبا اكثر تماسكا أم إصلاح فكرة أوروبا بشكل يستجيب للظروف الواقعية التي تمر بها مجتمعات القارة والحراك السكاني والأزمات الإقتصادية؟ مع أن فكرة أوروبا واحدة لا تزال تحظى بدعم الأوروبيين. ومن هنا فصعود اليمين المتطرف في القارة هو إنعكاس لغضب هذه الأحزاب على الواقع في بلادها، فكل هذه الأحزاب هي أحزاب هامش احتجت على المركز واستجاب لها الناس الغاضبون على سياسة حكومات بلادهم. ومن هنا فمن الحماقة أن تتجاهل هذه الحكومات نتائج الإنتخابات وتتصرف كأن شيئا لم يحدث. وسواء ارتبط مزاج الناخب الأوروبي بالإقتصاد او الغضب من المهاجرين، فهناك حاجة لدراسة أزمة السياسة المحلية في البلاد وقراءة الظروف التي تدعو لصعود اليمين ولماذا فشلت الأحزاب الرئيسية، لأن الإنتباه للمخاطر في البداية يحمي ما حققته أوروبا الموحدة حيث جاء إنشاء الإتحاد الأوروبي من اجل إنهاء التنافس بين الدول التي سببت الحروب خاصة بين فرنسا وألمانيا، وقد تم تحقيق هذا الأمر حيث استفاد الأوروبيون من منافع دمج اقتصاديات أوروبا- تدفق البضائع ورأس المال والناس- مع أن العملة الأوروبية الموحدة وتدفق المهاجرين من دول أوروبا الفقيرة جلبت معها تحديات جديدة. وما عزز من هذه التحديات هو توسع البيروقراطية وفقدان الهدف الأكبر، حيث باتت الدول الأعضاء تتعامل مع الإتحاد الأوروبي كنهاية للهدف. ما سينتج عن الإنتخابات الأوروبية الأخيرة هو أن البرلمان الأوروبي سيصبح أكثر صخبا وتشوشا ومن الصعب التحكم فيه والتعامل معه مما يعني أسابيع من الجدل حيث سيحاول أعضاء المجلس المنتخبين عقد تحالفات مع زملائهم فيما ستحاول الأحزاب الكبيرة الكفاح للحصول على الغالبية من أجل تحديد من سيقود المفوضية الأوروبية. كما أن مشكلة الأحزاب المعارضة لاوروبا تنبع ليس من إمكانية إحداثها تأثيرا على سياسات البرلمان، بل لكونها حفنة من الجماعات المتفرقة لا يجمعها رابط. وفي النهاية يمكن القول إن فكرة أوروبا ليست مهددة بقدر ما تهددها السياسات التي تمارسها أحزاب الدول وتؤدي إلى ولادة النزعات الفاشية والحنين للنازية والوطنية المحلية مما يجعل من المهاجرين هدفا وكبش فداء، هذا إذا علمنا أن النزعات اليمينية لا تبرز إلا في الأزمنة الصعبة.
ولهذا جرى جدل كبير قادته الصحف المعادية للهجرة- التابلويد- مثل «دايلي ميل» و»دايلي إكسبرس»، فهذه الهجرات الجديدة متحركة وعادة ما لا ترغب في الإقامة الطويلة، وتضيف أعباء جديدة على النظام الصحي والتعليمي والرفاه والسكن، حيث تجد السلطات المحلية نفسها مغمورة بأعباء كبيرة. ولهذا السبب علينا أن لا نبعد في قراءة الحدث على أهميته بل فهمه من خلال الديناميات السياسية المحلية لكل بلد، ففي بعض الدول مثل اليونان حقق «حزب سيرازا» وحزب النازيين الجدد «الفجر الذهبي» 36 مقعدا معا، وجاء فوزهما نتاجا للأزمات الإقتصادية التي يعاني منها البلد وسياسات التقشف. وفي فرنسا حققت «الجبهة القومية» تقدما نظرا لفشل الحزب «الإشتراكي» والأمر نفسه يقال عن حزب «الإستقلال البريطاني» الذي أدى فوزه لأزمة حادة في حزب «الليبراليين الأحرار» شريك حزب «المحافظين» في الحكم حيث خسر كل نوابه باستثناء نائب واحد، مما أدى لأزمة داخل الحزب ومطالبة برأس زعيمه نيك كليغ الذي خسر الرهان مع «فراج» في مناظرتين عامتين وخسر رهان الإنتخابات البلدية والأوروبية. كما يجب قراءة النتائج التي حققها اليمين في سياق المشاركة الإنتخابية الضئيلة كون الناخبين لا يشعرون بالإندفاع للمشاركة فيها قدر المشاركة في الإنتخابات العامة ولعب دور في تقرير شكل الحكومة التي ستحكم البلاد. وفي سياق ما حدث في بلدان أخرى ففي إيطاليا حقق حزب رئيس الوزراء ماتيو رينزي الحزب «الديمقراطي» انتصارا على حركة الخمس نجوم المتطرفة. وبالتأكيد فصعود اليمين في أوساط القرار المحلية والاوروبية، خاصة في ثاني وثالث أكبر دول في القارة الأوروبية مثير للقلق، لأن الرسالة التي تبشر بها هذه الأحزاب عادة ما تكون مغلفة بالرهاب من الأجانب- زينوفوبيا- وتحمل نزعة فاشية وتجد في الإسلام والمسلمين» المختلفين» هدفا دائما لها. كما وتتغذى هذه النزعة عادة بحس عدم الرضى، الجمود والأزمة التي تمر بها المجتمعات الأوروبية، ففي دراسة مسحية أجراها مركز اوروبي في شهر آذار/مارس الماضي تبين أن 49٪ من الأوروبيين يشعرون أن الحياة ستكون «أكثر صعوبة» لابنائهم مقارنة بالخيارات التي توفرت لآبائهم، وكانت نسبة الخوف عالية في فرنسا 63٪ فيما اعتبرت نسبة 47٪ في بريطانيا أن بلدهم سيكون في حال أحسن خارج أوروبا. وهنا لا بد من التعليق على أن بريطانياظلت خارج وداخل أوروبا، خاصة أنها رفضت الإنضمام لمحور اليورو وحافظت على عملتها، الجنيه الإسترليني.
كل هذا يدعونا للقول إن ما جرى يوم الأحد الماضي كان تصويتا احتجاجيا، ضد الأحزاب الرئيسية ولا بد لهذه الأحزاب أن تفهم الرسالة جيدا في ظل تزايد تعقيدات الحياة والظروف المعيشية الصعبة وارتفاع أسعار السكن، ونسب البطالة. وكما علقت صحف، فتوجهات الناخبين الأوروبيين يجب أن تدفع القادة الأوروبيين للتفكير مليا بماهية اوروبا، اي هل نريد أوروبا اكثر تماسكا أم إصلاح فكرة أوروبا بشكل يستجيب للظروف الواقعية التي تمر بها مجتمعات القارة والحراك السكاني والأزمات الإقتصادية؟ مع أن فكرة أوروبا واحدة لا تزال تحظى بدعم الأوروبيين. ومن هنا فصعود اليمين المتطرف في القارة هو إنعكاس لغضب هذه الأحزاب على الواقع في بلادها، فكل هذه الأحزاب هي أحزاب هامش احتجت على المركز واستجاب لها الناس الغاضبون على سياسة حكومات بلادهم. ومن هنا فمن الحماقة أن تتجاهل هذه الحكومات نتائج الإنتخابات وتتصرف كأن شيئا لم يحدث. وسواء ارتبط مزاج الناخب الأوروبي بالإقتصاد او الغضب من المهاجرين، فهناك حاجة لدراسة أزمة السياسة المحلية في البلاد وقراءة الظروف التي تدعو لصعود اليمين ولماذا فشلت الأحزاب الرئيسية، لأن الإنتباه للمخاطر في البداية يحمي ما حققته أوروبا الموحدة حيث جاء إنشاء الإتحاد الأوروبي من اجل إنهاء التنافس بين الدول التي سببت الحروب خاصة بين فرنسا وألمانيا، وقد تم تحقيق هذا الأمر حيث استفاد الأوروبيون من منافع دمج اقتصاديات أوروبا- تدفق البضائع ورأس المال والناس- مع أن العملة الأوروبية الموحدة وتدفق المهاجرين من دول أوروبا الفقيرة جلبت معها تحديات جديدة. وما عزز من هذه التحديات هو توسع البيروقراطية وفقدان الهدف الأكبر، حيث باتت الدول الأعضاء تتعامل مع الإتحاد الأوروبي كنهاية للهدف. ما سينتج عن الإنتخابات الأوروبية الأخيرة هو أن البرلمان الأوروبي سيصبح أكثر صخبا وتشوشا ومن الصعب التحكم فيه والتعامل معه مما يعني أسابيع من الجدل حيث سيحاول أعضاء المجلس المنتخبين عقد تحالفات مع زملائهم فيما ستحاول الأحزاب الكبيرة الكفاح للحصول على الغالبية من أجل تحديد من سيقود المفوضية الأوروبية. كما أن مشكلة الأحزاب المعارضة لاوروبا تنبع ليس من إمكانية إحداثها تأثيرا على سياسات البرلمان، بل لكونها حفنة من الجماعات المتفرقة لا يجمعها رابط. وفي النهاية يمكن القول إن فكرة أوروبا ليست مهددة بقدر ما تهددها السياسات التي تمارسها أحزاب الدول وتؤدي إلى ولادة النزعات الفاشية والحنين للنازية والوطنية المحلية مما يجعل من المهاجرين هدفا وكبش فداء، هذا إذا علمنا أن النزعات اليمينية لا تبرز إلا في الأزمنة الصعبة.
----------------------------------------------------------
اليمين المتطرف يسيطر على القارة العجوز عبر خطاب شعبوي يفسر مشاكل أوروبا بتنامي ظاهرة الهجرة لندن – «القدس العربي»:
احمد المصري
شكل تقدم اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية الأخيرة خيبة أمل بالنسبة للكثيرين سواء داخل أوروبا أو خارجها، وسط مخاوف من تأثير هذا الفوز على أوضاع المهاجرين في القارة العجوز، اضافة الى تأثيره على مستقبل الاتحاد الاوروبي نفسه.
وفي فرنسا جاء الحزب الشعبوي «الجبهة الوطنية» الذي تتزعمه مارين لوبان، في الطليعة بنسبة 65,25 ٪ أمام حزب الإتحاد من أجل وحدة شعبية (المحافظ) بنسبة 67,20 ٪ في حين لم يحقق الحزب الاشتراكي الحاكم سوى 97,13 ٪ وهي أسوأ نتيجة انتخابية في تاريخ الحزب.
السيناريو نفسه يتحقق في بريطانيا حيث هزمت الأحزاب التقليدية أمام حزب «يوكيب» لزعيمه نايجل فاراج الذي تحصل على 5,27 ٪ من الأصوات مقابل 4,25 ٪ لحزب العمال المعارض و 9,23 لحزب المحافظين الحاكم، ثالث حزب يميني متطرف يتقدم على الأحزاب التقليدية هو الحزب الشعبي الدانماركي الذي تصدر النتائج بنسبة 7,26 ٪ أمام الاشتراكيين الديمقراطيين (01,19 ٪).
وفي بولندا جاء حزب اليمين للعدالة في المرتبة الثانية بنسبة 8,31 ٪ بعد الحزب الحاكم بنقطة واحدة، وهذا ما حدث ايضا في المجر اذ حصل حزب «جوبيك» المتطرف والعنصري على 7,14 ٪ من الأصوات.
وإن لم يتقدم حزب خيرت فيلدار الهولندي كما كان متوقعا فهو تحصل على المرتبة الثالثة بنسبة 2,12 ٪ من الأصوات. أحزاب أخرى يمينية راديكالية برزت في هذه الانتخابات وحصلت على مقاعد في برلمان سترازبورغ: السياديون في فنلندا (9,12 ٪) والكتلة الوطنية في لاتفيا (7,11 ٪) واليمين المتطرف في السويد (7,9 ٪) الذي سوف يدخل البرلمان الأوروبي لأول مرة، وحزب رافضي أوروبا في الجمهورية التشيكية (67,7 ٪) و حركة «الفجر الفضي» النازية في اليونان (3,9 ٪).
أما في الدول الأوروبية الكبرى ما عدا فرنسا وبريطانيا، فإن النــازيين الجدد في ألمانيا حصلوا لأول مرة بعد نهاية الحرب العالمية الــثــانية على مقعد في البرلمان الأوروبي وذلك بالرغم من فوز المســـتشارة أنجــيلا ميركل بالانتخابات.
وفي إيطاليا التي شهدت فوزا عارما لماتيو رنزي وحزب اليسار الديمقراطي (40 ٪) أعطى الناخبون المرتبة الثانية لحركة الخمسة نجوم لـ»بيبي غريلو» (2,21 ٪) المناهضة للإتحاد الأوروبي.
الا ان المراقبين يرون ان الانتخابات الأوروبية لهذه السنة أبرزت أن أهم حزب في أوروبا هو حزب الممتنعين عن التصويت الذي يضم 57 ٪ من مجمل الناخبين. هذا يعني أن المشروع الأوروبي لا يلاقي مساندة إلا من ثلث الناخبين، وهذا هو الإخفاق الذي أصبح، أكثر من ذي قبل، أمام تحديات جسيمة، فتراجع الأحزاب التقليدية لفائدة تقدم الحركات الراديكالية يستوجب حلولا عاجلة لضمان الاستقرار السياسي في أوروبا، خاصة بعد ان أصبحت الأحزاب التقليدية الاوروبية عاجزة عن إيجاد الحلول للأزمة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية التي أسفرت عنها توجهاتها الليبرالية منذ عقود، وهو ما أدى الى بروز حركات وأحزاب ذات نزعة متطرفة أو متشددة ترفض الإتحاد الأوروبي أو تنتقده بشدة في صيغته الحالية.
ويرى مراقبون ان هذه الأحزاب والحركات المتطرفة المناهضة للإتحاد الأوروبي أصبحت تنافس بقوة التنظيمات السياسية التقليدية من اليمين واليسار وتستقطب جزءا هاما من الرأي العام الأوروبي عبر خطاب شعبوي يفسر مشاكل أوروبا أساسا بتنامي ظاهرة الهجرة وبفتح الحدود في نظام «شنغن».
متابعون للشأن الاوروبي يرون ان جان كلود يونكر، يبدو المرشح الأول للرئاسة، ولكن يجب عدم استبعاد حظوظ الألماني مارتن شولتس، إن تمكن من تشكيل تحالف كبير في البرلمان الأوروبي.
وفي فرنسا جاء الحزب الشعبوي «الجبهة الوطنية» الذي تتزعمه مارين لوبان، في الطليعة بنسبة 65,25 ٪ أمام حزب الإتحاد من أجل وحدة شعبية (المحافظ) بنسبة 67,20 ٪ في حين لم يحقق الحزب الاشتراكي الحاكم سوى 97,13 ٪ وهي أسوأ نتيجة انتخابية في تاريخ الحزب.
السيناريو نفسه يتحقق في بريطانيا حيث هزمت الأحزاب التقليدية أمام حزب «يوكيب» لزعيمه نايجل فاراج الذي تحصل على 5,27 ٪ من الأصوات مقابل 4,25 ٪ لحزب العمال المعارض و 9,23 لحزب المحافظين الحاكم، ثالث حزب يميني متطرف يتقدم على الأحزاب التقليدية هو الحزب الشعبي الدانماركي الذي تصدر النتائج بنسبة 7,26 ٪ أمام الاشتراكيين الديمقراطيين (01,19 ٪).
وفي بولندا جاء حزب اليمين للعدالة في المرتبة الثانية بنسبة 8,31 ٪ بعد الحزب الحاكم بنقطة واحدة، وهذا ما حدث ايضا في المجر اذ حصل حزب «جوبيك» المتطرف والعنصري على 7,14 ٪ من الأصوات.
وإن لم يتقدم حزب خيرت فيلدار الهولندي كما كان متوقعا فهو تحصل على المرتبة الثالثة بنسبة 2,12 ٪ من الأصوات. أحزاب أخرى يمينية راديكالية برزت في هذه الانتخابات وحصلت على مقاعد في برلمان سترازبورغ: السياديون في فنلندا (9,12 ٪) والكتلة الوطنية في لاتفيا (7,11 ٪) واليمين المتطرف في السويد (7,9 ٪) الذي سوف يدخل البرلمان الأوروبي لأول مرة، وحزب رافضي أوروبا في الجمهورية التشيكية (67,7 ٪) و حركة «الفجر الفضي» النازية في اليونان (3,9 ٪).
أما في الدول الأوروبية الكبرى ما عدا فرنسا وبريطانيا، فإن النــازيين الجدد في ألمانيا حصلوا لأول مرة بعد نهاية الحرب العالمية الــثــانية على مقعد في البرلمان الأوروبي وذلك بالرغم من فوز المســـتشارة أنجــيلا ميركل بالانتخابات.
وفي إيطاليا التي شهدت فوزا عارما لماتيو رنزي وحزب اليسار الديمقراطي (40 ٪) أعطى الناخبون المرتبة الثانية لحركة الخمسة نجوم لـ»بيبي غريلو» (2,21 ٪) المناهضة للإتحاد الأوروبي.
الا ان المراقبين يرون ان الانتخابات الأوروبية لهذه السنة أبرزت أن أهم حزب في أوروبا هو حزب الممتنعين عن التصويت الذي يضم 57 ٪ من مجمل الناخبين. هذا يعني أن المشروع الأوروبي لا يلاقي مساندة إلا من ثلث الناخبين، وهذا هو الإخفاق الذي أصبح، أكثر من ذي قبل، أمام تحديات جسيمة، فتراجع الأحزاب التقليدية لفائدة تقدم الحركات الراديكالية يستوجب حلولا عاجلة لضمان الاستقرار السياسي في أوروبا، خاصة بعد ان أصبحت الأحزاب التقليدية الاوروبية عاجزة عن إيجاد الحلول للأزمة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية التي أسفرت عنها توجهاتها الليبرالية منذ عقود، وهو ما أدى الى بروز حركات وأحزاب ذات نزعة متطرفة أو متشددة ترفض الإتحاد الأوروبي أو تنتقده بشدة في صيغته الحالية.
ويرى مراقبون ان هذه الأحزاب والحركات المتطرفة المناهضة للإتحاد الأوروبي أصبحت تنافس بقوة التنظيمات السياسية التقليدية من اليمين واليسار وتستقطب جزءا هاما من الرأي العام الأوروبي عبر خطاب شعبوي يفسر مشاكل أوروبا أساسا بتنامي ظاهرة الهجرة وبفتح الحدود في نظام «شنغن».
متابعون للشأن الاوروبي يرون ان جان كلود يونكر، يبدو المرشح الأول للرئاسة، ولكن يجب عدم استبعاد حظوظ الألماني مارتن شولتس، إن تمكن من تشكيل تحالف كبير في البرلمان الأوروبي.
احمد المصري
--------------------------------------------
النازيون في البرلمان الأوروبي .. وصعود اليمين الفرنسي يثيران المخاوف الألمانية
علاء جمعة
برلين – «القدس العربي»:من علاء جمعة- الانتخابات الأوروبية وما تبعها من تقدم مفاجئ لاحزاب اليمين وخاصة في فرنسا والدنمارك الجارتين لألمانيا أحدثت صدمة على الساحتين السياسية والعامة في الشارع الألماني نظرا للنتائج غير المتوقعة بتقدم اليمين المتطرف.
ولا تنحصر المخاوف فقط من عداء الأحزاب اليمينية للأجانب القاطنين في دول الاتحاد الأوروبي، بل أن الخوف يكمن في عداء الأحزاب اليمينية لفكرة الاتحاد الأوروبي ذاته وهو ما قد يلغي اي خطوات اندماجية مستقبلية او قد يحصل الاسوأ وينسحب الاعضاء من الاتحاد الأوروبي ما يعني فشله بعد الخطوات العملاقة التي خاضتها الحكومات الأوروبية بدءا من السوق المشتركة مرورا باتفاقية ماسترخت 1993 وانتهاء بقرار توسيع الاتحاد ليشمل دول في أوروبا الشرقية.
وبعد اعلان نتائج الانتخابات الأوروبية من بروكسل وصف وزير الخارجية الالماني، فرانك- فالتر شتاينماير للاعلام الالماني حزب الجبهة الوطنية الفائز في فرنسا بانه «حزب فاشي». وقال في منتدى حول أوروبا في برلين ان التصويت الفرنسي «لم يكن لحزب يميني بل لحزب فاشي وهذا ينطبق على اليمين المتطرف في كافة الاقطار الأوروبية وليس فقط لاصدقائنا الفرنسيين» وهي تمثل دعوة صارخة الى النظر للواقع. وقال شتاينماير لن نداهن الفرنسيين ونقول نحن نثق بكم وأنتم افضل الاصدقاء وننسى الامر لان ذلك سيكون له أثر عكسي، واضاف «أنها اشارة لنا جميعا في أوروبا لنتحرك ونرفض هذا الأمر تماما كما هي نسبة الامتناع عن التصويت الهائلة في بعض دول شرق أوروبا مثل سلوفاكيا (87 في المئة)» معتبرا أنها «عار».
من جهتها تحدثت صحيفة «بيلد» الأكثر شعبية في المانيا عن «صدمة انتخابية في فرنسا»، بينما رأت صحيفة «دي فيلت» «أنها هزيمة للرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند» معتبرة انه «بسبب هذه الكارثة الانتخابية فان الرئيس الفرنسي المهزوم يجد نفسه في موقع يزداد ضعفا ومن المتوقع ان يجد صعوبة اكبر في تحقيق الاصلاحات الضرورية».
وعنونت صحيفة «فرانكفورتر الغيماينه تسايتونغ» الألمانية صفحتها بان ما حدث هو زلزال سياسي وان هذه النتائج ستكون لها انعكاسات جدية، مطالبة الساسة بالعمل على انقاذ الاتحاد الأوروبي وهو ما أكدته دعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل للقادة الأوروبيين للتكاتف من اجل التصدي لصعود الأحزاب الشعبوية، وقالت ميركيل في مؤتمر صحافي مستخلصة عبر الاقتراع الأوروبي، ان تنامي الأحزاب المشككة في الاتحاد الأوروبي والقوميين «مؤسف».
واعتبرت ان «سياسة تنمية القدرة التنافسية والنمو والتوظيف هي افضل رد من أجل كسب الناخبين». وقالت ان «ذلك مناسب ايضا بالنسبة لفرنسا» مشددة على ضرورة «انتهاج سياسة يستفيد منها الناس وانه من المجدي لأوروبا التصدي لجوهر البطالة وكيف يمكننا ان نكسب مزيدا من القدرة التنافسية وكيف يمكننا ان نحقق النمو».
ولئن كان صعود اليمين الفرنسي أحدث صدمة للالمان، الا أن الصدمة الكبرى كانت فوز حزب النازيين الجدد الالماني «ان بي دي» والذي معناه الحزب القومي الديمقراطي، الداعي لاعادة سياسة هتلر وتفوق الجنس الآري وذلك للمرة الاولى في تاريخه ممثلا في البرلمان الأوروبي وفق نتائج الانتخابات حيث حصل على 300 الف صوت تمثل نسبة واحد في المئة، على مقعد من اصل الـ96 المخصصة لالمانيا في البرلمان الجديد بعدما كانت 99 مقعدا في انتخابات 2009 وبذلك استفاد الحزب اليميني المتطرف من اصلاح النظام الانتخابي الالماني للاقتراع الأوروبي الذي انتقل الى النظام النسبي.
وكان تحقيق تلفزيوني قامت به قناة «ان تي في» الاخبارية قد رصد تزايد حالات العنصرية وكراهية الاجانب داخل المجتمع الفرنسي، وقامت القناة التلفزيونية بنقل مشاعر الفرنسيين بعد الانتخابات الأوروبية وفوز اليمين المتطرف لتفاجأ بشعبية مارين لوبن زعيمة اليمين المتطرف الطاغية داخل المجتمع الفرنسي وترحيب الفرنسيين بها. الطاقم التلفزيوني نقل حيرته من هذه الشعبية المفاجئة للمشاهدين الالمان على لسان مراسله امام الكاميرا الذي قال أنه «من الطبيعي أن أرى فقراء فرنسا وهم يؤيدون المتطرفين لانهم خائفون على أماكن عملهم ولا يرغبون في استقدام أيد عاملة اخرى خوفا من المنافسة، أما أن نرى ان العديد من المرحبين بمارين لوبن هم من الاغنياء الذين يملكون كل شيء ويعلنون رفضهم للاجانب فلا يمكننا وصف هؤلاء سوى بكلمة واحدة أنهم عنصريون» .
ولا تنحصر المخاوف فقط من عداء الأحزاب اليمينية للأجانب القاطنين في دول الاتحاد الأوروبي، بل أن الخوف يكمن في عداء الأحزاب اليمينية لفكرة الاتحاد الأوروبي ذاته وهو ما قد يلغي اي خطوات اندماجية مستقبلية او قد يحصل الاسوأ وينسحب الاعضاء من الاتحاد الأوروبي ما يعني فشله بعد الخطوات العملاقة التي خاضتها الحكومات الأوروبية بدءا من السوق المشتركة مرورا باتفاقية ماسترخت 1993 وانتهاء بقرار توسيع الاتحاد ليشمل دول في أوروبا الشرقية.
وبعد اعلان نتائج الانتخابات الأوروبية من بروكسل وصف وزير الخارجية الالماني، فرانك- فالتر شتاينماير للاعلام الالماني حزب الجبهة الوطنية الفائز في فرنسا بانه «حزب فاشي». وقال في منتدى حول أوروبا في برلين ان التصويت الفرنسي «لم يكن لحزب يميني بل لحزب فاشي وهذا ينطبق على اليمين المتطرف في كافة الاقطار الأوروبية وليس فقط لاصدقائنا الفرنسيين» وهي تمثل دعوة صارخة الى النظر للواقع. وقال شتاينماير لن نداهن الفرنسيين ونقول نحن نثق بكم وأنتم افضل الاصدقاء وننسى الامر لان ذلك سيكون له أثر عكسي، واضاف «أنها اشارة لنا جميعا في أوروبا لنتحرك ونرفض هذا الأمر تماما كما هي نسبة الامتناع عن التصويت الهائلة في بعض دول شرق أوروبا مثل سلوفاكيا (87 في المئة)» معتبرا أنها «عار».
من جهتها تحدثت صحيفة «بيلد» الأكثر شعبية في المانيا عن «صدمة انتخابية في فرنسا»، بينما رأت صحيفة «دي فيلت» «أنها هزيمة للرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند» معتبرة انه «بسبب هذه الكارثة الانتخابية فان الرئيس الفرنسي المهزوم يجد نفسه في موقع يزداد ضعفا ومن المتوقع ان يجد صعوبة اكبر في تحقيق الاصلاحات الضرورية».
وعنونت صحيفة «فرانكفورتر الغيماينه تسايتونغ» الألمانية صفحتها بان ما حدث هو زلزال سياسي وان هذه النتائج ستكون لها انعكاسات جدية، مطالبة الساسة بالعمل على انقاذ الاتحاد الأوروبي وهو ما أكدته دعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل للقادة الأوروبيين للتكاتف من اجل التصدي لصعود الأحزاب الشعبوية، وقالت ميركيل في مؤتمر صحافي مستخلصة عبر الاقتراع الأوروبي، ان تنامي الأحزاب المشككة في الاتحاد الأوروبي والقوميين «مؤسف».
واعتبرت ان «سياسة تنمية القدرة التنافسية والنمو والتوظيف هي افضل رد من أجل كسب الناخبين». وقالت ان «ذلك مناسب ايضا بالنسبة لفرنسا» مشددة على ضرورة «انتهاج سياسة يستفيد منها الناس وانه من المجدي لأوروبا التصدي لجوهر البطالة وكيف يمكننا ان نكسب مزيدا من القدرة التنافسية وكيف يمكننا ان نحقق النمو».
ولئن كان صعود اليمين الفرنسي أحدث صدمة للالمان، الا أن الصدمة الكبرى كانت فوز حزب النازيين الجدد الالماني «ان بي دي» والذي معناه الحزب القومي الديمقراطي، الداعي لاعادة سياسة هتلر وتفوق الجنس الآري وذلك للمرة الاولى في تاريخه ممثلا في البرلمان الأوروبي وفق نتائج الانتخابات حيث حصل على 300 الف صوت تمثل نسبة واحد في المئة، على مقعد من اصل الـ96 المخصصة لالمانيا في البرلمان الجديد بعدما كانت 99 مقعدا في انتخابات 2009 وبذلك استفاد الحزب اليميني المتطرف من اصلاح النظام الانتخابي الالماني للاقتراع الأوروبي الذي انتقل الى النظام النسبي.
وكان تحقيق تلفزيوني قامت به قناة «ان تي في» الاخبارية قد رصد تزايد حالات العنصرية وكراهية الاجانب داخل المجتمع الفرنسي، وقامت القناة التلفزيونية بنقل مشاعر الفرنسيين بعد الانتخابات الأوروبية وفوز اليمين المتطرف لتفاجأ بشعبية مارين لوبن زعيمة اليمين المتطرف الطاغية داخل المجتمع الفرنسي وترحيب الفرنسيين بها. الطاقم التلفزيوني نقل حيرته من هذه الشعبية المفاجئة للمشاهدين الالمان على لسان مراسله امام الكاميرا الذي قال أنه «من الطبيعي أن أرى فقراء فرنسا وهم يؤيدون المتطرفين لانهم خائفون على أماكن عملهم ولا يرغبون في استقدام أيد عاملة اخرى خوفا من المنافسة، أما أن نرى ان العديد من المرحبين بمارين لوبن هم من الاغنياء الذين يملكون كل شيء ويعلنون رفضهم للاجانب فلا يمكننا وصف هؤلاء سوى بكلمة واحدة أنهم عنصريون» .
علاء جمعة
2 عدد الردود
- أبو جمالPosted June 1, 2014 at 1:24 AMصعود اليمين المتطرف مظهر من مظاهر أزمة الرأسمالية العالمية التي أصبحت مهيمنة بشكل شبه كامل على مصادر الثروة و الرأسمال بعد انهيار الكثلة الإشتراكية .إن توسع احتكار الثروة بين يدي فئة محدودة يؤدي بالضرورة إلى توسع قاعدة المحرومين و تراجع قاعدة الطبقة الوسطى و تبلتر نسبة هامة من منتسبيها التي تفتقد الثقة في تحسن الأوضاع و ينتشر اليأس بين صفوفها . إن تأزم الأوضاع بهدا الشكل يجعل التربة مناسبة لانتعاش و ازدهار الفكر العنصري الدي يمثله اليمين المتطرف الدي يدعو إلى الإصطفاف على أساس قومي عرقي أو ديني في مواجهة الآخر باعتباره مصدر الأزمة و العائق أمام الرخاء و الإزدهار. لقد ساعدت هده العوامل على تنامي التيارات الفاشية العنصرية العرقية و الدينية في أغلب البلدان و القارات حيث أصبحت تمثل تهديدا للإستقرار بالعديد من البلدان مما يجعل السلم العالمي في خطر .
- ------------------------------------------------------------------
مارين لوبان… قدم في البرلمان الأوروبي وعين على قصر الإليزيه
محمد واموسيMAY 31, 2014 باريس – «القدس العربي»: ما زالت الطبقة السياسية الفرنسية لم تستفق بعد من صدمة تصدر حزب «الجبهة الوطنية» المتطرف بزعامة مارين لوبان نتائج الإنتخابات الأوروبية التي شهدتها فرنسا لأول مرة في تاريخ البلاد، في ظل نقاش بشأن مستقبل فرنسا واستحقاقاتها الإنتخابية المقبلة مع اتساع قاعدة اليمين المتطرف في البلاد.
وحين نزل آلاف الطلاب من كل الأعمار إلى شوارع المدن الفرنسية للتعبير عن رفضهم لفوز حزب مارين لوبان في الانتخابات الأوروبية، فقد فعلوا ذلك بعدما شعروا بأن الواقع الجديد قد يلقي بظلاله السوداء على مستقبلهم ويهدد الاستقرار الاجتماعي والسياسي الذي ظل ينعم به بلد الأنوار لعقود طويلة، حيث يجد خطابه العدائي للمهاجرين تجاوبا واسعا من الفرنسيين الناقمين على أحزاب اليمين واليسار مجتمعة، ما يجعل الحياة العامة تبدو كانها تغلي على صفيح ساخن.
وخرج الآلاف من الطلبة الفرنسيين في مسيرة احتجاجية في العاصمة باريس، فيما نظمت احتجاجات أخرى في مدن تولوز وبوردو ونانت وأمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، حيث ردد المتظاهرون هتافات مناهضة للتوجه اليميني المتشدد للمشهد السياسي لبلادهم.
وحقق حزب «الجبهة الوطنية» المناهض للهجرة الوافدة والمعارض للوحدة الأوروبية يوم الأحد الماضي أول نصر انتخابي على مستوى فرنسا منذ تأسيسه قبل 40 عاما وكان ذلك في انتخابات البرلمان الأوروبي التي كشفت عن خيبة أمل الناخبين في الاتحاد الأوروبي وفي المؤسسة السياسية الفرنسية ككل.
وبعد يومين اهتزت الساحة السياسية الفرنسية مرة أخرى حينما تنحت زعامة حزب «الاتحاد» من أجل حركة شعبية المعارض المحافظ بصورة جماعية وسط حالة من التشوش بعد أقاويل شابت تمويل الحملة الانتخابية الفاشلة التي قام بها الرئيس السابق نيكولا ساركوزي عام 2012.
وفي حديث خص به «القدس العربي» قال فلوغيان فيليبوت، نائب رئيس حزب «الجبهة الوطنية» المتطرف والناطق الرسمي باسمه إن «الفرنسيين حين منحوا ثقتهم للجبهة الوطنية في انتخابات البرلمان الأوروبي فقد فعلوا ذلك لرغبتهم في تحقيق قطيعة تامة مع السياسة الاقتصادية والاجتماعية التي عاشوها من قبل».
وأضاف «اليوم أصبحنا الحزب السياسي الأول في فرنسا، وهدفنا هو أن نعيد للفرنسيين احترامهم وهيبتهم بعد أن أقدم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي وبتواطؤ مع اليسار الذي كان حينها في المعارضة على إلغاء نتيجة الإستفتاء الذي عبر فيه أغلبية الفرنسيين عن رفضهم للدستور الأوروبي، هذه خيانة عظمى للمواطن الفرنسي، حيث لم تخجل أحزاب اليمين والوسط واليسار وهي تمرر الموافقة على الدستور بعد أن رفضه الفرنسيون».
وبحسب نائب مارين لوبان فإن حزب «الجبهة الوطنية» المتطرف وضع برنامجا لتغيير الكثير من الأمور في مقدمتها «التحضير للاستحقاقات المقبلة حيث يطمح الحزب إلى الفوز في الإنتخابات الرئاسية التي ستشهدها فرنسا عام 2017 وكذلك تصدر نتائج الإنتخابات التشريعية».
وفي سؤال لـ»القدس العربي» بشأن واقع فرنسا في حال نجح الحزب اليميني المتطرف في إخراجها من اوروبا قال فلوغيان فيليبوت «اسألوا السويسريين والنرويجيين والبريطانيين عن ذلك؟ نحن نرى هذه الدول ناجحة اقتصاديا وقوية لأنها بقيت خارج اليورو ولم تنضم لأوروبا التي تحولت إلى ما يشبه آلة، دورها فقط البحث عن نمو اقتصادي فشلت في تحقيقه».
وأضاف «سنسعى أولا لتشكيل فريق لنا في البرلمان الأوروبي ونملك القدرة العددية لتحقيق ذلك، وبعدها سنطالب بإلغاء الكثير من الاتفاقيات والمعاهدات التي تربط فرنسا بأوروبا، سنطالب كذلك بوضع حد لسياسات التقشف التي أنهكتنا، لكن الأهم بالنسبة لنا هو تقوية صفوفنا على جميع الجبهات للتحالف مع المواطنين الفرنسيين من أجل كسب الانتخابات المقبلة مهما كان نوعها بما في ذلك انتخابات الأقاليم وكذلك الانتخابات الرئاسية والتشريعية المحدد موعدها عام 2017 وربما يتم تقديم الموعد لأن الفرنسيين لم يعد بمقدورهم الانتظار طويلا وعلى الرئيس فرانسوا اولاند وحكومته التحلي بالجرأة وتقديم استقالتهم أو الدعوة لانتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة.. نريد لهذا النجاح الذي حققناه في الانتخابات الاوروبية أن يتواصل ويتكرر في باقي الانتخابات الوطنية بما أننا أصبحنا القوة السياسية الأولى في فرنسا».
وبات اليمين المتطرف يزحف بوشاحه الأسود بشكل متعاظم على المشهد العام الفرنسي، حيث تشكل الاقليات المسلمة في فرنسا واحدة من الأعداء المعلنين على أجندة حزب مارين لوبان، الذي يتربص بهم في تظاهراته وخطاباته وتحرشاته العنصرية أيضا.
وفي هذا الإطار يقول القيادي في الحزب «نحن لا نستهدف المهاجرين الذين يعملون بجد ويحترمون قانون البلاد ويؤدون واجباتهم، هدفنا المهاجرين الذين يأتون لفرنسا فقط من أجل الاستفادة من نظامها الاجتماعي والصحي واولئك الذين يرفضون العمل ويفضلون العيش على ما نقدمه لهم من مساعدات اجتماعية، هؤلاء لا مكان لهم بيننا في فرنسا سواء كانوا في وضعية شرعية او غير شرعية».
غير أن مواقف الحزب المعلنة تظهر بشكل واضح مدى العداء الذي يكنه الحزب للمهاجرين وللأقلية المسلمة التي يبلغ عددها نحو 6 ملايين، فقد أعلنت مارين لوبان، رئيسة حزب «الجبهة الوطنية» المتطرف، أن رؤساء البلديات الذين ينتمون إلى حزبها سيسهرون على تطبيق اللائكية بحذافيرها، وخصت بالذكر أطباق «الحلال» الموزعة في المطاعم المدرسية بعد أن نجح الحزب في وضع يده على رئاسة بلديات.
وفاز حزب «اليمين المتطرف» برئاسة 11 بلدية في الانتخابات المحلية الأخيرة في فرنسا، وهي نتيجة غير مسبوقة في تاريخ البلاد، ما جعل الحزب يعلن أن الأولوية التي سيسهر عمد البلديات الذين ينتمون إليه هي تطبيق اللائكية من خلال حذف أطباق السمك التي كانت تخصص للأطفال المسلمين في المطاعم المدرسية كبديل عن أطباق لحم الخنزير، وبعض عمد المدن هددوا بطرد أي تلميذ من المؤسسة التعليمية في حال رفضه تناول لحم الخنزير في مطعم المدرسة.
وقالت لوبان «نرفض أي تدخل للدين في تحديد أطباق المطاعم المدرسية، فاللائكية لم تكن مطبقة من قبل العمداء السابقين للحصول على أصوات المجموعات الدينية».
ولم تذكر رئيسة الحزب الذي ورثته عن والدها، أي مجموعة دينية بعينها، غير أنها كانت تقصد في المقام الأول المسلمين، حيث أظهرت في أكثر من مناسبة عداء شديدا للجالية المسلمة بلغت حد تشبيه صلاتهم في الساحات المقابلة لأبواب المساجد بالاحتلال النازي.
وكانت مارين لوبان قد شنت حملة لا تقل شراسة على اللحوم المذبوحة وفق الشريعة الإسلامية «حلال» متذرعة بالمعاناة التي تتعرض لها الحيوانات المذبوحة على الطريقة الإسلامية، حيث اعتبرت أن في الأمر «اعتداء على حرمة هذه المخلوقات التي تنص القوانين الفرنسية والأوروبية على حمايتها، وتشير إلى أن غالبية الفرنسيين يتعرضون للغش في مشترياتهم المتعلقة باللحوم».
وحاولت زعيمة اليمين المتطرف مرارا تخويف الفرنسيين من المسلمين حين أعلنت في مرات عديدة أن الفرنسيين باتوا يأكلون لحوما «حلال» دون علمهم، مؤكدة أن معظم اللحوم الموزعة على عموم التراب الفرنسي مذبوحة وفق الشريعة الإسلامية. ومن أجل ذلك تعتقد مارين لوبان أن كل ثلاثة مسالخ من أصل أربعة تُذبح فيها اللحوم على الطريقة الإسلامية، متحدثة عن أن 45 في المئة من اللحوم الموجودة في السوق الفرنسية هي لحوم إسلامية.
ويتهم مراقبون اليمين المتطرف بركوب موجة العداء للمسلمين والعرب، ويعتبرون أن اليمين يستخدم المغالاة في الخطاب المتطرف والمزايدة الإعلامية لكسب أصوات الناخبين، وأنه لم يعد يتبنى من البرامج سوى التحريض على المسلمين ومضايقتهم كسلاح في الدعاية الانتخابية.
وكان جوان ماري لوبان مؤسس حزب «الجبهة الوطنية» المتطرف ووالد زعيمة الحزب الحالية قد تسبب في موجة غضب عارمة قبيل الانتخابات الأوروبية حين أعلن في تجمع انتخابي للحزب في مدينة مارسيليا أن «فيروس إيبولا وحده قادر على حل مشكلة تدفق المهاجرين الأفارقة على بلاده خلال ثلاثة أشهر».
وقد أدانت جل الأحزاب الفرنسية التصريحات العنصرية ضد جون ماري لوبان، بينما باشرت منظمات حقوقية تعمل في مجال مكافحة العنصرية إجراءات قضائية ضد لوبان الأب وجره إلى ساحات المحاكم وهو المدان في كثير من القضايا سابقا على خلفية تصريحاته التي توصف بالعنصرية.
ولم تجد زعيمة «الجبهة الوطنية» بعد تصدر حزبها نتائج الانتخابات البرلمانية الأوروبية متقدمة على الحزب «الاشتراكي» الحاكم الذي تقهقر للمرتبة الثالثة، لم تجد حرجا في دعوة الرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند إلى إجراء انتخابات مبكرة على المستوى الوطني.
وتساءلت لوبان ماذا يستطيع أن يفعل غير العودة إلى الشعب حتى يتمكن كل فرنسي من أن يرى نفسه ممثلا في البرلمان؟- ---------------------------------------------
إنتخابات البرلمان الأوروبي تعيد شبح القوميات والإنفصال… والبداية من اسبانيا
حسين مجدوبيMAY 31, 2014 مدريد – «القدس العربي»: كان القادة والمفكرون الأوروبيون يرغبون في تحويل سنة 2014 التي تصادف الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى إلى مناسبة للحوار وتعزيز العلاقات وتحويل القارة الأوروبية إلى مرجع للحوار والحريات ومحاربة التعصب، لكن نتائج إلانتخابات الخاصة بالبرلمان الأوروبي التي جرت الأحد 25 ايار/مايو عصفت بهذه الأحلام بسبب تقدم القوى المتطرفة والراديكالية وكذلك بسبب تقدم القوى الإنفصالية التي لم تحظ بالاهتمام الإعلامي والسياسي أمام فوز «الجبهة الوطنية» في فرنسا. وعمليا، استأثر فوز «الجبهة الوطنية» في فرنسا باهتمام عالمي غطى على أحداث دولية كبرى وكذلك على مظاهر أخرى في أوروبا نفسها مرتبطة بهذه الإنتخابات رغم خطورتها وامتدادها إلى ملفات مثل الهجرة، ويتعلق الأمر بموضوع القوميات الصغيرة (الأقليات) في الاتحاد الأوروبي التي تهدد القارة بالانفجار. ويكتب المحلل أولوخيو لوبيث في جريدة «هيسبانداد» الرقمية «الكل يتحدث عن خطر اليمين المتطرف، وتناسوا خطر القومية في اسبانيا».
ولا يوجد يمين متطرف قوي في اسبانيا، فقد استطاع الحزب «الشعبي» وريث النظام الفرنكاوي (نسبة للجنرال فرانكو) تنويع عائلاته السياسية بين شبه متطرفة مسيحية إلى ليبرالية منفتحة. وبهذا تحول إلى سد يقف ضد ترعرع يمين قومي على شاكلة «الجبهة الوطنية» في فرنسا.
وعليه، فالقومية الإنفصالية كانت هي الموضوع الرئيسي في إنتخابات البرلمان الأوروبي الأحد الماضي في اسبانيا. وقد خلفت مفاجأتين، الأولى لم تكن مرتقبة وتتجلى في تراجع أكبر حزبين، «الشعبي» الحاكم و»الاشتراكي» المعارض، حيث لم يحصلا على 50٪ من الأصوات، وهذا يحدث لأول مرة منذ الانتقال الديمقراطي سنة 1975 برحيل الجنرال فرانسيسكو فرانكو، وإن كانت دول أوروبية قد عرفت هذه الظاهرة في الماضي من قبل مع إنهيار اليمين واليسار الكلاسيكي في دول مثل إيطاليا واليونان. والمفاجأة الثانية كانت مرتقبة، لكنها كانت تنتظر مزيدا من التأكيد، وهي فوز الأحزاب القومية التي تطالب بإنفصال كتالونيا وبلد الباسك.
وكانت إنتخابات البرلمان الأوروبي في إقليم كتالونيا بمثابة استفتاء أولي في انتظار الاستفتاء الذي أعلنته حكومة الحكم الذاتي يوم 9 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل للبت في البقاء أو الإنفصال عن اسبانيا. وفي كتالونيا، حصلت الأحزاب المنادية بالإنفصال أو الاستقلال عن اسبانيا على أكثر من 60٪ من الأصوات وخاصة «اليسار الجمهوري الكتالوني» وكذلك حزب «الوفاق والتجمع»، بينما حققت الأحزاب الوحدوية أقل من 30٪. وفي إقليم بلد الباسك حققت الأحزاب القومية الداعية للانفصال قرابة 55٪ من الأصوات ومنها الحزب «القومي الباسكي» وحزب «بيلدو»، الجناح السياسي لمنظمة «إيتا»، وبقيت الأحزاب الوحدوية دون 30٪.
واستغلت حكومة الحكم الذاتي في كتالونيا نتائج الإنتخابات لتصر على عزمها على السير قدما في إجراء استفتاء تقرير المصير في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. واعتبرت الأحزاب القومية في بلد الباسك نتائج الانتخابات الأوروبية تفويضا نحو حق تقرير مصير هذا الإقليم، ونتيجة هذا، صادق برلمان الحكم الذاتي في بلد الباسك الخميس الماضي على قرار يعلن «مشروعية حق الشعب الباسكي في تقرير مصيره».
ومن باب المقارنة، يعتبر موضوع القوميات في أوروبا ورغبتها في الإنفصال والاستقلال أخطر من أطروحات اليمين المتطرف. فأحزاب اليمين المتطرف تنتعش وتتراجع، ورغم أنها قطرية التفكير، فهي تدافع عن اتحاد أوروبي لا تتجاوز صلاحياته الدول الوطنية مثل فرض العملة الموحدة وفتح الحدود والتساهل مع الهجرة. بينما مشكل الأقليات الراغبة في الإنفصال هو بنيوي، وفق جميع الدراسات السياسية بما فيها الصادرة عن المركز الأوروبي الاستراتيجي.
وحذّر السياسي المخضرم، فيلبي غونثالث الخميس من انتعاش القوميات في أوروبا، واعتبرها خطراً آخر يهدد أوروبا. الذكرى المئوية الأولى للحرب العالمية حاضرة لدى الأوروبيين بقوة سنة 2014، في الكتب التي صدرت في المناسبة وفي الخطابات السياسية. والتاريخ يكشف دور الحركات القومية الإنفصالية في تفجير الصراع في الشرق قبل انتقاله إلى غرب القارة المهيأة بسبب الصراعات الاستعمارية، ليتحول الى حرب عالمية أولى.
القومية الضيقة فجرت حرب البلقان في التسعينات وحتى بداية القرن، وتقف القومية وراء تفجير أوكرانيا سياسيا حاليا، ولا أحد يضمن أن يسفر انفصال مناطق مثل كتالونيا وبلد الباسك عن تفكك عدد من دول أوروبا مثل بلجيكا وإيطاليا ومناطق فرنسية.
خطر اليمين المتطرف قد يتم إحتواءه عندما لا يلبي حاجيات المواطنين، لأنه قائم على استغلال الأزمات وعلى رأسها المالية، حيث سيبحث ناخب اليوم عن بديل غدا، لكن لا يمكن احتواء مطالب القوميات القائمة على ما يعتقد أنه حقوق سياسية وثقافية مقدسة تاريخيا. إنتخابات برلمان أوروبا، منحت نفسا لأخطر ما يهدد القارة، القوميات الإنفصالية، والبداية مع قوميات اسبانيا التي قد تنقل عدواها إلى مناطق أخرى.
2 عدد الردود
- الكروي داود النرويجPosted June 1, 2014 at 8:41 AMمقال رائع ورؤية شاملة للوضع بأوروبا لكن
لا أعتقد ان النزعات القومية داخل دول الاتحاد الأوروبي تريد الانفصال عن هذا الاتحاد لكنها تريد ان تبرز قوميتها ولغتها في ضمن الاتحاد وليس الدولههذه أحلام مشروعه ومتاحة للتنفيذ بهذا الاتحاد الموزون
حبذا لو اقتدى العرب والمسلمون بمبدأ الوحده أو الاتحادولا حول ولا قوة الا بالله