اللقاء الاخير مع رشيد كرامي،،،
كنا نلتقي من حين لآخر في بيت المرحوم خالد المير والد زوجة اخي محمد. كان المير جاره في بناية الغزال في طرابلس ومقرباً منه و كان الافندي يجد ملاذاً لديه كلما زادت ضغوط الزوار الذين لا ينقطعون عن ملاحقته بالمطالب.
بعد العشاء انتحينا ركناً من صالون المنزل بانتظار القهوة ، كنا مجموعة صغيرة لا تتعدى اصابع اليدين تحلقنا حول الرئيس كرامي وبدانا حديثاً عن الاوضاع اللبنانية،،، شطح البعض في التنظير وإيجاد الحلول ، وتطلعت اليه استطلع ردود فعله على الهراء الذي نسمعه فوجدته منصرفاً عن الحديث محدقاً في لوحة امامه. ملت عليه، وكنت جالساً بجانبه وسألته بصوت منخفض ، "اراك غير مسرور بما تسمعه " ،،،حدق في وجهي واجابني بصوت خافت: " إذا كانت نخبة بلدك تتكلم بهذه الطريق فكيف تريدني ان اكون مسروراً؟! اني أخاف من ضياع البلد لان الناس لا تقدر حق التقدير حجم المخاطر المحيطة بنا"...
توجهت بعدها الى صاحب الدار سائلاً اياه ان يحكي لنا عن الاوضاع الاقتصادية في المدينة، واضعاً حداً للحديث الدائر ،،،
قبل نهاية السهرة توجهت الى الرئيس كرامي بطلب كان يلح على بالي، قلت له : اتمنى عليك ان تعيد النظر في تنقلاتك بالطوافة العسكرية من والى طرابلس، ان مخاطر الانتقال جواً تفوق باضعاف مثيله البري والوضع لا يحتمل خسارة شخصية سياسية بحجمك"،،،
أيدني الجميع فيما طرحت، والتفت كرامي الي قائلاً: " مالذي تقوله؟! الطوافة عسكرية و تنطلق من قاعدة عسكرية وهذا الجيش هو جيش الرئيس فؤآد شهاب ولقد ساهمت انا معه في إعادة بنائه"،،،
قاطعته قائلاً، دولة الرئيس ارجوك ان تأخذ بالاعتبار ان الجيش تغير كما سائر مؤسسات الدولة وقد دخل فيه سوس الحرب الاهلية ولا تستطيع ضمان ولاء كل ضباطه وقادته للدولة ،،،
قاطعني ضاحكاً:" لا تقلقوا إن دمي ثقيل الثمن ما من احد يستطيع تحمل مسؤولية اهراقه وثقتي بالجيش ضباطاً وجنوداً لا تتزعزع،،، اني اضع روحي بين ايديهم"
حاولت والآخرين ثنيه عن ايمانه هذا ولكنه وضع حداً للنقاش بقوله " على كل حال الاعمار بيد الله واذا ما دنت ساعتي فلن ينفع حذر" ،،،
ودعنا مبتسماً نزولاً الى منزله في المبنى نفسه،،، كانت هذا آخر مرة رأيته فيها،،، بعدها بايام وقع انفجار في الطوافة العسكرية التي تقله فارق على اثره الحياة!!!!
كنا نلتقي من حين لآخر في بيت المرحوم خالد المير والد زوجة اخي محمد. كان المير جاره في بناية الغزال في طرابلس ومقرباً منه و كان الافندي يجد ملاذاً لديه كلما زادت ضغوط الزوار الذين لا ينقطعون عن ملاحقته بالمطالب.
بعد العشاء انتحينا ركناً من صالون المنزل بانتظار القهوة ، كنا مجموعة صغيرة لا تتعدى اصابع اليدين تحلقنا حول الرئيس كرامي وبدانا حديثاً عن الاوضاع اللبنانية،،، شطح البعض في التنظير وإيجاد الحلول ، وتطلعت اليه استطلع ردود فعله على الهراء الذي نسمعه فوجدته منصرفاً عن الحديث محدقاً في لوحة امامه. ملت عليه، وكنت جالساً بجانبه وسألته بصوت منخفض ، "اراك غير مسرور بما تسمعه " ،،،حدق في وجهي واجابني بصوت خافت: " إذا كانت نخبة بلدك تتكلم بهذه الطريق فكيف تريدني ان اكون مسروراً؟! اني أخاف من ضياع البلد لان الناس لا تقدر حق التقدير حجم المخاطر المحيطة بنا"...
توجهت بعدها الى صاحب الدار سائلاً اياه ان يحكي لنا عن الاوضاع الاقتصادية في المدينة، واضعاً حداً للحديث الدائر ،،،
قبل نهاية السهرة توجهت الى الرئيس كرامي بطلب كان يلح على بالي، قلت له : اتمنى عليك ان تعيد النظر في تنقلاتك بالطوافة العسكرية من والى طرابلس، ان مخاطر الانتقال جواً تفوق باضعاف مثيله البري والوضع لا يحتمل خسارة شخصية سياسية بحجمك"،،،
أيدني الجميع فيما طرحت، والتفت كرامي الي قائلاً: " مالذي تقوله؟! الطوافة عسكرية و تنطلق من قاعدة عسكرية وهذا الجيش هو جيش الرئيس فؤآد شهاب ولقد ساهمت انا معه في إعادة بنائه"،،،
قاطعته قائلاً، دولة الرئيس ارجوك ان تأخذ بالاعتبار ان الجيش تغير كما سائر مؤسسات الدولة وقد دخل فيه سوس الحرب الاهلية ولا تستطيع ضمان ولاء كل ضباطه وقادته للدولة ،،،
قاطعني ضاحكاً:" لا تقلقوا إن دمي ثقيل الثمن ما من احد يستطيع تحمل مسؤولية اهراقه وثقتي بالجيش ضباطاً وجنوداً لا تتزعزع،،، اني اضع روحي بين ايديهم"
حاولت والآخرين ثنيه عن ايمانه هذا ولكنه وضع حداً للنقاش بقوله " على كل حال الاعمار بيد الله واذا ما دنت ساعتي فلن ينفع حذر" ،،،
ودعنا مبتسماً نزولاً الى منزله في المبنى نفسه،،، كانت هذا آخر مرة رأيته فيها،،، بعدها بايام وقع انفجار في الطوافة العسكرية التي تقله فارق على اثره الحياة!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق