الجمعة، 12 يونيو 2015

معركة “القصير” بريف حمص تلوح بالأفق وحزب الله سيواجه تنظيم الدولة وأبناء المدينة على حدً سواء، تنس محمد ، كلنا شركاء

معركة “القصير” بريف حمص تلوح بالأفق وحزب الله سيواجه تنظيم الدولة وأبناء المدينة على حدً سواء


unnamed (5)
أنس محمد: كلنا شركاء
تنظيم الدولة يسلم عمليات القصير لقيادي سابق بكتائب الفاروق وأبناء المدينة يقاتلون مع التنظيم لاستعادتها
في ظاهرة تطفو على الواجهة في الآونة الأخيرة ضمن سياسات تنظيم الدولة الجديدة في التعامل أبناء المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني، حيث بدأ التنظيم في اتباع مبدأ الشراكة مع أبناء تلك المناطق، اعتمد التنظيم من خلالها على فسح المجال لأبناء تلك المناطق في القتال إلى جواره ضد النظام والحزب دون وضعهم تحت شرط المبايعة له، ويكتفي بالطلب منهم ان يقاتلوا تحت رايته وان لا يتبعوا لأي صنف من المعارضة السورية، والملاحظ ان هذه السياسة تلقى بعض القبول في بعض المناطق، فهي تبنى على المصالح المتبادلة، حيث من خلال هذه الخطوة ينجح أبناء تلك المناطق في استعادت مناطقهم من حزب الله والعودة اليها، في حين يتمكن التنظيم من التمدد أكثر، دون شريطته بسط نفوذه عليها عقب السيطرة عليها.
ومن هذا المنطلق بدأ تنظيم الدولة تحضيراته لفتح معركة مدينة “القصير” الواقعة في الجنوب الغربي من محافظة حمص وعلى 15 كيلو متر من الحدود السورية اللبنانية، والتي تعد أحد أعتى المناطق العسكرية لحزب الله اللبناني، حيث نجح التنظيم في كسب العديد من المقاتلين المعارضين إلى جانبه كقوة مساندة له في معاركه، وفي حال استمر التنظيم بالتقدم نحو “القصير” ستكون هذه المعركة هي المواجهة الأولى من نوعها بين التنظيم وأبناء المدينة من جهة، وحزب الله من يواليه من مقاتلين شيعة من جانب أخر، وذلك بعد أكثر من عامين عن سيطرة حزب الله على المدينة.
أولى المؤشرات على تلك المعارك هي مهاجمة التنظيم وعناصر من أبناء المدينة لنقاط تمركز الحزب في بلدة “جوسية” الحدودية، والتي تقع على امتداد منطقة القلمون، حيث تمكنوا من قتل ما لا يقل عن 30 عنصراً من حزب الله، كما نجح التنظيم ومن معه في السيطرة على خمس نقاط عسكرية في المنطقة، ووصلوهم إلى مشارف اللواء 67 الذي استهدفه التنظيم بالقذائف، كما ان تنظيم الدولة عمد على تسليم القيادي السابق في الجيش السوري الحر “موفق أبو السوس”، قيادة تلك المعارك، الذي أشرف بدوره على قيادة القوات المشتركة المؤلفة من التنظيم وأبناء المدينة الذين لم ينتسبوا للتنظيم، والذين شاركوا التنظيم معاركه لاستعادة مناطقهم من حزب الله اللبناني الذي حرمهم منها منذ أكثر من عامين.
موفق أبو السوس، القيادي في تنظيم الدولة والذي قام الأخير بتسليمه قيادة المعارك “موفق عبد الله الجربان”، قيادي ميداني سابق في كتائب الفاروق وأبرزهم في مدينة القصير، شارك في الثورة السورية منذ أيامها الأولى في الحراك السلمي، ومع ظهور الحراك المسلح قام بتشكيل مع مجموعة من العناصر “كتائب الفاروق” في القصير، والتي تعد من أولى تشكيلات الجيش السوري الحر في سوريا، له العديد من المعارك أهمها معركة القصير، وبعد سقوط القصير بيد حزب الله غادر “أبو السوس” إلى جرود القلمون برفقة بضع عشرات من مقاتليه، ثم بايع تنظيم الدولة وهو يتمتع بمعرف واسعة عن كتائب المعارضة السورية في القلمون وريف حمص، وعلى دراية بنقاط قوتها وضعفها، تواردت أنباء عن تعينه من قبل التنظيم عن تعينه أميراً للتنظيم في القلمون عقب مقتل “أبو عائشة البانياسي” في ظروف غامضة.
ويتساءل العديد من المراقبين لتطورات الأحداث في ريف حمص، هل ستنجح السياسة الجديدة التي يتبعها التنظيم في التعامل مع أبناء المناطق التي يسيطر حزب الله في كسبهم إلى جانبه ضمن شروط اقل حدة عن تلك التي اعتاد عليها التنظيم في تطبيقها على أي مدينة يسيطر عليها خلال معاركه ضد النظام السورية وحزب الله أو المناطق التي يحكم سيطرته عليها من المعارضة السورية المسلحة.
كما ان معارك ريف حمص تتزامن مع تعقد الأمور أكثر في مناطق القلمون بريف دمشق، الذي يشهد عدة معارك في آن واحد، أطرافها النظام السوري والميليشيات المتعددة الموالية له، والمعارضة السورية المسلحة والكتائب الإسلامية إضافة إلى تنظيم الدولة من جانب أخر، وما بين معارك التي تدور بين الكتائب الإسلامية والمعارضة مع تنظيم الدولة من جهة أخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق